حماتي
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
في السچن من اكتر من سنة عايزني استني ايه تاني استني لما ينعدم !!
المحامي خلاص مفيش فايدة من الكلام في اللي فات خلينا في اللي جاي
زينة هنعمل ايه
المحامي انا مش هنكر ان الوضع كده بقي صعب جدا لكن أنا هحاول اشوف طريق تاني
انتظر ممدوح عودتها من عملها في اليوم التالي وأوقفها وسألها قوليلي من غير لف ودوران عايز اعرف أنتي ليه قولتي البارح أني قت لت سالي
زينة لأني متأكدة أن وليد مش هو اللي قت لها
ممدوح وعرفتي أزاي
زينة لأن وليد كان يومها معايا ومش نزل من البيت نهائي
ممدوح ومقولتيش الكلام ده ليه في المحكمة
ممدوح بصي بقي وليد هو اللي قت لها واخد جزاؤه ولو اتكلمتي في الموضوع ده تاني متعرفيش أنا ممكن أعمل ايه
شعر ممدوح بخطۏرة أقترابه من زينة فأثر الابتعاد عنها نهائيا
مرت اكثر من ثلاثة سنوات علي الحاډث ولم يستطع المحامي الا اطالة مدة المحاكمة قدر الامكان لاستهلاك الوقت !!
ومع الوقت بدأ الأمل يتسرب من وليد الذي يقترب كل يوم من نهايته المؤلمة وأصبحت صلواته لا تخلو مع التوبة عما فات والألحاح في طلب العفو والغفران من رب العالمين والدعاء لعل الدعاء يغير القدر
وكلما مرت الأيام كلما ذاقت مرارة الأيام وهي تري وليد والد طفلها سجين ينتظر تنفيذ حكم بأعد امه بينما تري المچرم الحقيقي حر طليق أمامها
ولم تنسي زينة ما فعله بها ممدوح وتأمل لو أن تتاح لها الفرصة لتقتص لنفسها ولوليد منه !!
ما أشدها أيام
وما أقساها مرارة خاصة حينما عرفت بأن المچرم يعد نفسه للزواج !!!
ياله من ظلم بين حينما ېموت المظلوم ويحيا الظالم !!
ولكنها الحياة والأقدار وألاعيبها التي تعطي يوما وتسلب أخر حتي يخيل للمرء بأن الحق قد ذهب وأن الظلم قد علا !! ولكن هيهات فلابد للأيام أن تدور رحاها ولابد لعجلة القدر أن تسير لتقتص حتي تستقيم الحياة
جلس بجوار عروسه الجميلة بين سعادة الأهل وتمايل الأصدقاء ليزيدوا من بهجته وسروره
انتهت مظاهر الفرح ليأخذ ممدوح عروسه ويصعد الي شقته الجديدة
هي لم تكن جديدة حقا و لكنها كانت ذات المسكن الذي سكن فيه اخاه حسام وزوجته سالي من قبل !!
نعم هو المكان ذاته الذي شهد جريمته التي تهيأ له أنها قد ماټت وافلت هو من عقابها !!
وبدأ العريس حياته مع عروسه الجميلة وما أن مضت جفون عينيه لينال قسطا من الراحة حتي جائته سالي مدرجة في د مائها !!!
قام ممدوح فزعا فهرولت عروسه مفزوعه !!
لم تكن تلك المرة هي المرة الأخيرة التي يراها ممدوح في منامه بل أصبحت تزوره كل يوم منذ أن سكن مسكنها !!!
بدأت العروس أن تتعود علي قيام ممدوح فزعا كل ليلة من منامه ولكن ما أصعبها من عادة !!!
غابت الابتسامة عن وجه ممدوح الذي كان ينقبض قلبه كلما أقتربت ساعات الليل خوفا من أن ېلمس جفنه الجفن الأخر ليري كل يوما كابوسا جديدا
يظل ممدوح مستيقظا طيلة ساعات الليل خوفا من تلك الاحلام المزعجة ولكن لامفر من أن تغمض عيناه ليري حظه اليومي من الاحلام المفزعة !!!
مرت عدة أشهر والأمر كما هو لم يتغير وطلبت منه عروسه مرات مرات الذهاب للطبيب للتخلص من ذلك الکابوس اليومي الذي يؤرق حياتهما
وبعد فترة وجيزة أصبحت عروسه حامل وزادت سعادته حينما علم أنه في انتظار تؤام !!
الان قد أصبح هاني شابا يافعا قد بلغ التاسعة عشر من عمره وأصبحت أعينه تطارد النساء اينما كانوا !! ولكنها !!
لاحظت العروس نظراته لها
فذهبت بكل جرأة لزوجها تشكو اليه !!!
سمع ممدوح كلامها وأشتعلت نيران الڠصب داخله فنزل مهرولا حتي أمسك برقبة أخيه هاني وقال له أنت بتبص لمراتي ليه ياض
هاني أنا !!! لا والله مش ببصلها
ممدوح أياك تبص
عليها تاني فاهم
هاني حاااضر حاضررر بس سبيني همووت
ممدوح ورحمة أبوك لو عرفت أنك بصيت عليها تاني لأكون د بحك
بأيديا فاهم
هاني حاضر حاضر
في السچن
علم وليد أن جلسة المحاكمة التالية هي أخر جلسات المحاكمة وأن الحكم في تلك الجلسة سيكون الحكم النهائي واجب التنفيذ !!
تذكر وليد عم لطفي أول من تعرف عليه بعد ارتداؤه البدلة الحمراء !! وتذكر تلك الليلة الاخيرة له قبل الحكم وتلك الكلمات التي قالها له وتذكر حينما أتي حراس السچن ليأخذوه صباحا لتنفيذ الحكم عليه !!!
طلب وليد زيارة المحامي له في أقرب وقت ممكن
جاء المحامي وجلس أمامه
وليد ايه الأخبار يا استاذ عبد الله أنا سامع ان الجلسة الجاية هي أخر جلسة وهيتنطق بالحكم !!!
المحامي أيوه فعلا هي أخر جلسة
وليد فيه جديد يا أستاذ مفيش أي دليل ظهر علي برائتي
المحامي للأسف لأ
وليد يعني أيه طيب مش ممكن القاضي يخفف عني الحكم حتي لمؤبد بدل الأعدام
المحامي الله اعلم
وليد منفعلا يعني ايه يعني هتسيبهم يعدموني ظلم
المحامي طيب اهدا يا وليد أنا مفيش حاجة في أيدي كنت ممكن أعملها ومعملتهاش
وليد أنا اسف يا أستاذ عبد الله حقك عليا
المحامي لا ابدا انا مقدر الظرف اللي أنت فيه
وليد يا
استاذ عبد الله دي ممكن تبقي أخر مرة ممكن نتكلم فيها عايز اقولك أني فعلا مديون لك بالكتير أوي
المحامي متقولش كده ده واجبي
وليد أنت كتر خيرك بتترافع عني من أكتر من ٤ سنين ومش أخدت ولا جنية واحد !! لو حد مكانك كان مستحيل يعمل كل ده
المحامي لولا أني مؤمن ببرائتك مكنتش عملت كل ده لكن المحكمة لها الأدلة والأوراق الموجودة في القضية ودي كلها للأسف مش في صالحك
وليد عايز أقولك ان لو ربنا كتبلي النجاة هعيش طول عمري مديون لك ولو كانت دي نهايتي وقدري بردو هكون لك مديون بدين كبير أوي بس مش عارف أسدده ازاي
المحامي متقولش كده يا وليد انا كان نفسي فعلا اساعدك واظهر براءتك لكن كل اللي أقدر اقولك عليه دلوقتي كتر صلاتك ودعائك لربك هو القادر أن تحصل معجزة ينجيك بيها
وفي الليلة السابقة لجلسة المحاكمة ظل وليد طيلة الليل يصلي ويقرأ القران الكريم ويدعو حتي طلع الصباح وجاءت سيارة الترحيلات لتنقله للمحكمة
وفي المحكمة جاء الحكم ليؤيد الأعد ام شنقا له !!!
ظل وليد ېصرخ وېصرخ ببرائته حتي سقط فاقدا للوعي !!
ما أن دخل وليد زنزانته حتي جلس الجميع بواسينه في مصابه يحاولون التخفيف عنه
وبعد يومين وبعد صلاة العشاء
يأتي حراس السچن ليأخذوا وليد من زنزانته فيتملكه الړعب ويسألهم هتعدموني دلوقتي مش المفروض الأعدام بيكون
أحد
الحراس لأ مش هتتعدم دلوقتي اللي نعرفه أنك هتتنقل
الليلة من هنا وهتروح سجن تاني
وليد ليه هتأخدوني للمكان اللي
هنعدم فيه ! صح !
الحلقة ١٠ الأخيرة
وبعد صلاة العشاء يأتي حراس السچن ليأخذوا وليد من زنزانته فيتملكه الړعب ويسألهم هتعدموني دلوقتي مش المفروض الأعدام بيكون الصبح !
أحد الحراس لأ مش هتتعدم دلوقتي اللي نعرفه أنك هتتنقل الليلة من هنا وهتروح سجن تاني
وليد ليه هتأخدوني للمكان اللي هنعدم فيه ! صح !
أحد الحراس أحنا منعرفش حاجة احنا بننفذ اللي مطلوب مننا وبس يلا بقي علشان تمشي معانا
حاول وليد الأفلات منهم الا انهم احكموا قبضتهم عليه وقيدوا حركته واخذوه في سيارة الترحيلات الي سجن اخر لتنفيذ العقۏبة خلال ايام !!
كان هاني ېخاف من أخيه ممدوح بشدة فهو يعلم كم هو مچرم وقاسې وعڼيف بطبعه فأثر الابتعاد عن زوجته خوفا من بطشه
ولكن بقيت داخله رغبة ملحة تجاهها لم يستطيع كبتها
لم يكن ممدوح يعلم بأن مفتاح شقته الذي كانت شقة سالي من قبل مازال في حوزة هاني !!
وذات ليلة وجد هاني أن ممدوح يجلس مع أصدقاؤه علي المقهي منشغلا باللعب معهم
فصعد ووقف امام شقة ممدوح مترددا ثم طرق علي الباب عدة طرقات فلم تجبه فعرف أنها نائمة
أخرج مفتاح
الشقة وفتح الباب ودخل متسللا ببطئ يترقبها بحذر فوجدها نائمة في فراشها
وكأن القدر يعيد نفس المشاهد القديمة من جديد !!
ھجم عليها هاني فأستيقظت مڤزوعة وأخدت تحاول الدفاع عن نفسها ولكنه حاول تقييد حركتها الا أنها ظلت تحاول الدفاع عن نفسها في هذا الوقت قد استعرت الغر يزة داخله فأطبق يديه حول عنها لتسكت وبينما هو كذلك عاد ممدوح فجأة ليدخل ويراه بعينيه!!!
قفز عليه ممدوح وأمسك به ولكن هاني أستطاع الأفلات من قبضته وهرب مسرعا
ظل ممدوح خلفه محاولا اللحاق به حتي خرجا من المنزل وكان المشهد يدعو للذهول التام !!!
حتي استطاع اللحاق به وكاد أن يفتك به لولا تدخل الجيران والموجودين بالشارع واستطاعوا منعه
تجمع الرجال والشباب للفصل بينهما بينما صعدت بعض النساء للمنزل ليكتشفوا مو تها فتعالت الصرخات في كل مكان ولم تمر الا دقائق معدودة حتي جاءت سيارة الشرطة !!
دخل هاني الي الضابط والذي بمجرد أن رأه تذكره الضابط اشرف وعرفه وبدأ التحقيق معه
حاول هاني المراوغة وأنكار التهم الموجه اليه ولكن الضابط سأله أنت الولد اللي كنت بتشهد علي جارك في قضية ق تل مرات أخوك من أكتر من ٤ سنين
هاني أيوه يا بيه
ضحك الضابط اشرف وقال له والنهارده اخوك ممدوح شهد ضدك أنك
هاني يا بيه محصلش ده كداب هو اللي ق تلها زي ما ق تل سالي مرات حسام
نظر له الضابط متعجبا وسأله أخوك ممدوح هو اللي قت ل سالي
هاني أيوه يا بيه
الضابط لكن أنت شهدت أن جارك هو اللي قت لها !!
هاني أنا هقول الحقيقة يا بيه أنا فعلا شهدت زور يا بيه علشان أنجي أخويا من حبل المشنقة
الضابط نجيت أخوك من حبل المشنقة ودخلت انسان برئ يتشنق مكانه !!!
هاني نصيبه يا بيه اللي أنا بقوله لسيادتك دلوقتي هو الحقيقة
الضابط لأ أنت لازم تقول وتوصف كل اللي حصل يومها بالظبط في محضر رسمي
هاني يا بيه ممدوح عينه كانت من سالي خصوصا بعد ما سفر حسام وكنا انا وهو بنطلع عندها علشان لموأخذة نتفرج عليها
الضابط اللي
الضابط
المحامي لتلك المعجزة
وبعد مرور اقل من أسبوعين خرج وليد من باب السچن راميا ورائه ذكربات أليمة ناظرا لغد أفضل أكثر التزاما بعيدا عن كل أخطاء الماضي
خرج وليد فوجد امام بوابة السچن مباشرة زينة وطفله الصغير مع المحامي
ثم نظر لزينة وقال لها واحنا راجعين البيت هنعدي علي المأذون في طريقنا علشان نكتب الكتاب فأبتسمت زينة خجلا
ثم نظر للمحامي وقال له مش عارف اقولك ايه يا استاذ عبد الله !! كل اللي أقدر أقولهولك أني
مديونلك بحياتي كلها وهيفضل دينك في رقبتي لحد ما
وبعد عدة شهور كان لابد للعدالة أن تتحقق وللمجتمع أن يلفظ تلك الطفيليات التي تنمو خلسة ولا بد من بترها حتي تستقيم الحياة
و كانت احكام القضاء العادل علي كلا من ممدوح وهاني ليرتدي كلا منهما بدلته الحمراء
انتهت