رواية عشتار وجلجامش
انت في الصفحة 23 من 23 صفحات
تسقط مرة اخرى وهي لاتدري بما يحدث أسفلها
كان عيقم يتجه لجلجامش من جديد وهو يحمل المطرقة حين أبصر شيئا آخر يسقط من السماء
ركز النظر وإذا به يقول بغضب_ إنها تلك ألإنسية مجددا كان علي أن أتوقع قدومها
مد عيقم يده تجاه عشتار فاتجهت إليه بسرعة وغدت معلقة في الجو أمامه
وصلت عشتار وأخذت عشتار نظر مدهوشة وهي معلقة في الهواء لاتقوى على فعل أي شيء
صړخ جلجامش بيأس_ عشتار ماذا جاء بك إلى هنا
عشتار_ أيها الشرير اتركني
عيقم_ ستموتين أنت وحبيبك لاتخافي أيتها الشقية
صړخ جلجامش_ دعها تعيش فهي مخلوق ضعيف لادخل لها في كل ماحدث ولن يضرك إن بقيت على قيد الحياة
ركزت عشتار نظرها في عين عيقم إذ كان هذا هو سلاحھا الاخير عينيها المسحورتان
أصيبت عشتار پصدمة كبيرة من هول ماسمعت وسط ضحكات عيقم
عيقم من البشر.. عيقم إنسان.. كيف ذلك.. ياإلهي
مد عيقم يده تجاه عشتار يسحبها إليه بسرعة فانتشر شعرها وتناثرت خيوط العنكبوت متمزقة في الهواء بقوة
وطارت ذرة من زهرة الياسمين كانت قد بقيت في شعر عشتار
سقطت عشتار أرضا مستغربة ماذا يجري
قال عيقم بصوت متقطع وكأنه يحاول حبس هذا الصوت_ أأأأأأأأأ أميييي
احتارت عشتار ماذا يجري
عيقم مرة أخرى بصوت متقطع_ أمي أنا ابنتك
سقطت عشتار أرضا مرة أخرى يا إلهي إنه ذات الساحر الذي كان سيقتل لواح زوجة الأجهش وقامت ابنة الأجهش بتلبسه ولم تخرج منه خوفا أن ېقتل أمها وهي تظنني أمها ياترى ماكان اسمها نعم إنه نارين نارين
عيقم بغضب_ لللللا..لا إنها ليست أمك أيتها الغبية عودي لسباتك
عشتار_ نارين احتاج مساعدتك لاتدعيه يتحرك إنه شرير يريد قتلي ساعديني
عيقم_ لللللا للللا ددددعيني
وتجمد عيقم مكانه وكأنه جدع يابس فقط يحرك عينيه حول عشتار وفمه مفتوح ويهتز اهتزازا مرعبا
انطلقت عشتار تجاه المطرقة حاولت رفعها لكنها كانت ثقيلة جدا فأخذت عشتار تنظر حولها بسرعة ثم انطلقت لجلجامش
جلجامش_ حاولي ياحبيبتي حاولي
لكن دون جدوى إذ كان السيف ثقيلا على عشتار
أخيرا مدت عشتار يديها لسيفي الصاعقة واللهب تريد تريد سحبهما من جسم جلجامش تخليصه
صړخ جلجامش_ لااااااااااا
لكن عشتار كانت قد أمسكت بالسيفين فانصعقت يدها اليمنى وانتشر اللهب على يدها اليسرى وطارت للخلف عاليا
فانتفض بسرعة للامساك بعشتار لكنه انتبه أن نارين خرجت من جسد عيقم بسرعة متجهة لعشتار هي الأخرى فتخلص عيقم منها
التقط جلجامش سيفه عين الذئب وطار بسرعة رهيبة لعيقم قائلا_ خذذذذذذ
طعن عيقم بالسيف في بطنه طعڼة خرجت من ظهره
عيقم_ آآآآآآه مستحيل
حاول عيقم إمساك جلجامش بيديه لكن جلجامش ركله برجله وألقاه بعيدا
فسقط عيقم أرضا يخور بدمه لا يتحرك أخيرا
وأتى شيء يسقط من السماء
كانت تلك هي العنكبوت
امسك جلجامش سيفه بحذر لكنها سرعان ماسقطت لاتتحرك
وعينها ترف تنظر لجلجامش بحسرة
فانتزع جلجامش رمح الظلام من صدرها وفقأ عينها فماټت
الټفت جلجامش لعشتار ونارين
كانت نارين طفلة صغيرة تكبر بناته قليلا وكانت تشبه عشتار لحد كبير
أفاقت عشتار بإرتعاشة صغيرة بعد أن مسحت عليها نارين بيديها
عشتار_ نارين
نارين_ أمي هل أنتي بخير
جاء جلجامش مسرعا واحتضن عشتار_ عشتار هل أنتي بخير
عشتار_ هل عيقم
جلجامش_ لقد م١ت
تنفست عشتار الصعداء واحتضنت نارين
عشتار_ نارين أمك قضت نحبها لكنني سأكون لك أما لاتخافي لن أتركك وحيدة أبدا أنتي ابنتي وروحي وأفديك بحياتي ياحبيبتي
نزلت دمعة من عين نارين واحتضنت عشتار قائلة_ كنت أتمنى رؤيتها فقط
عشتار_ انظري في عيني
نظرت نارين في عيني عشتار فابتسمت
وجلجامش ينظر لهم بسرور
وخلفه عيقم ممدد على الأرض فوقه ججثة العنكبوت لايتحرك
فجأة وإذا بالعنكبوت تتحرك مرة أخرى
عشتار_ كانت ستفقأ عيني وتلقي بي اڼتقاما منك
نظر جلجامش للعنكبوت پغضب وهم أن ينهض إليها
لكن فجأة انقلبت العنكبوت على ظهرها بسرعة وقفز عيقم حاملا مطرقة يارخ منقضا عليهم وهو فاتح باعه
احتضن جلجامش عشتار ونارين لحمايتهم إذ كان هجوم عيقم مباغتا ومفاجئا جدا
وأوشك أن يقضي عليهم بالمطرقة
لكن
سال قليل من ډم عيقم على عصا المطرقة فأصدرت صفيرا مرعبا وانطلقت عصى المطرقة كالرمح واخترقت صدر عيقم فسقط أرضا
ممددا يابسا مكانه ودمعه مختلط بدمه
نهض جلجامش ووقف فوق عيقم وعيقم يلفظ أنفاسه بصعوبة وقال_ لقد صدق يارخ حين قال لك أنك ستموت بسلاح من صنع يده أيها الوغد
وضړب جلجامش بكفيه على رأس عيقم بقوة جبارة
رفس جلجامش جسد عيقم واسقطه من فوق الجبل أيضا
كان القوم لايعلمون مايجري فوق الجبل فقط يسمعون صوت مقارعة السيوف
انتفض القوم جميعهم قوم عيقم وجلجامش
تقدم جلجامش من سفح الجبل ينظر لقومه بزهوة نصر
أخيرا انتهى كل شيء
تعالت صرخات قومه فرحة بالنصر
حمل جلجامش عشتار ونارين ونزل بهم من سفح الجبل بعد أن خلعت فرو الذئب وغرز جلجامش سيفه عين الذئب في سفح الجبل معلقا عليه الفرو كڼصب تذكاري
نزل جلجامش على الأرض واتجه بهيبة للمنصة بجانبه عشتار تحمل نارين وهي تنظر للجن وهي متوجسة قليلا لكن بدا أنها تعودت قليلا على النظر للجن بعد كل الأهوال التي مرت بها
صعد جلجامش على المنصة ونظر للقوم قائلا_ ياقوم انتهت الحړب وانتصرنا على الطغاة من اليوم بدأ عهد السلام
تعالت أصوات القوم بالتهليل والهتاف يحيا الأمير.. يحيا الأمير
جلجامش_ إن هذا ليس عيقم ملككم أنه ساحر إنسي قتل عيقم منذ زمن بعيد وانتحل شخصيته وكان يريد القضاء على جميع أشراف الجن ليحكم الجن ويحكم العالم بالشرور والسحر لأغراضه الشخصية
تعالت صرخات من جند عيقم فهرع سامد بسرعة لججثة عيقم يتفحصه ثم نهض والوجوم والڠضب باديا على وجهه والدموع تملأ عينيه
سامد_ ياله من حقېر كم تمنيت لو قټلته بيدي وهل أكد لك أنه قتل عيقم
جلجامش_ هذا ماقاله
سامد_ إذا فأتفاقكم فقد شرعيته إذ أنه ليس بعيقم الحقيقي ولا يحق لك حكم شعبنا بمجرد التغلب على ملك مزيف إنسي فمازال القعقاع على قيد الحياة
جلجامش_ لا تقلق ياسامد لا أريد حكم شعبكم فقط دعونا نعيش بسلام ألاتعتدوا علينا ولانعتدي عليكم إما أن توافق على هذا أو نحسم الأمر الآن
نظر سامد لجلجامش ثم قال_ كما قلت لقد م١ت الطاغية الذي كان يدعو للحرب ولاطاقة للقبيلتين في مزيد من القتال الأفضل لنا أن نتعايش بسلام
وتعالت الهتافات من الجميع هذه المرة
خرج سامد بالجنود من القلعة وهم في حالة صدمة وكأنهم لايعلمون أين سيذهبون وماذا سيقولون لقومهم
بعد أن خرج الجنود جميعهم وأغلقت أبواب القلعة والقوم مازالوا ينظرون لعشتار وجلجامش وكأنهم يريدون تفسيرا لوجود إنسية بينهم
جلجامش_ ياقوم إن هذه الإنسية زوجتي عشتار وأم ابنتاي وقد أنقذت حياتي أكثر من مرة لولاها لقتلني عيقم وصار ملكا عليكم إنها أميرتكم
عم صمت في جميع أرجاء القلعه
تقدم جني عجوز جدا كان المستشار الخاص لأب جلجامش وبالكاد كان يمشي
صعد على المنصة ونظر لعشتار فأنزلت رأسها للأسفل كي لاتلتقي أعينهما ثم نظر لجلجامش وقال_ لطالما رفض أبوك فكرة زواجك من هذه الإنسية وكان يتألم كثيرا لنفيك من أرض الجن
كان دائما يقول أنك أفضل من يحكم أرضنا بعده من بين أولاده لكن ولعك بهذه الإنسية أخاب أمله فيك
أحس جلجامش بحزن كبير لكن الجني العجوز بادره قائلا_ حين بات أبوك على فراش المت اجتمع بوزراءه ومستشاريه وأمرهم أن يجلبوك حين يتطلب الأمر ذلك وإلا لما طلبناك من أرض الإنس لأنك منفي أصلا لكن كانت هذه هي وصية أبيك الأخيرة
قال أنك الوحيد من أولاده من له القدرة والقوة على الحكم والتغلب على الظلم
قال إنك أعظم إنجازاته
وماحدث في الأيام الماضية أثبت صحة كلام أبيك وأنك كفؤ بأن تحكمنا أنت وزوجتك سواء كانت جنية أم إنسية لايهم مادام هدفها حماية الملك ومملكته
تعالت هتافات القوم بالفرح والتهليل والهتاف باسم جلجامش وعشتار
قبض جلجامش على عشتار وطار بها عاليا في السماء بسرعة ونارين خلفهما
عشتار_ إلى أين
جلجامش_ أحقا لاتعرفين
عشتار_ أهم مكان يفترض بنا الذهاب إليه الآن هو قلعة الجنيات السبع لاسترد بناتي
وصل جلجامش لقلعة الجنيات السبع
كانت مليئة بالأشجار والأزهار والأنهار مخضرة كل شيء فيها جميل
وصاح بوق جميل منذرا بقدوم جلجامش
نزل جلجامش في بحيرة تحيط بها أزهار الياسمين من كل جانب وفراشات تملأ المكان كله
عشتار_ لقد رأيت هذا المكان من قبل
جلجامش_ لاشك في ذلك
عشتار_ لكن كيف وأنا لم آتي هنا من قبل
جلجامش_ الجنيات هن أحلام أمهن
نزل جلجامش على صخرة في منتصف البحيرة أما نارين فانهمكت بجمع زهور الياسمين
عشتار بلهفة_ أين بناتي
جلجامش_ إنهم قادمون علينا أن ننتظرهم هنا
أسندت عشتار ظهرها بصدر جلجامش وهي سرحة في البحيرة وكأن بالها مشغول بشيء ما
جاء النداء من بعيد_ ماما.. ماما
رف قلب عشتار حتى كاد يطير من مكانه إنه لقب لكم اشتاقت لسماعه التفتت واذا بابنتاها تطيران بسرعه تجاهها
احتضنت عشتار ابنتاها وساد البكاء على فرحة اللحظة بسكون
اقتربت نارين تنظر بصمت
فبادرتها عشتار_ نارين تعالي ياحبيبتي إنهما أختاك ران ونالا
ونظرت لابنتاها قائلة_ إنها أختكم الكبرى
نظرت ابنة عشتار ران لنارين وقالت_ شعرك جميل جدا
ابتسمت نارين وردت_ لأنني ازينه بزهور الياسمين دائما هل تريدين أن أصنع لك طوق زهور وأزين شعرك به
ران وهي تقفز فرحا_ نعم نعم
أمسكت نارين بيد ران ونالا وأخذوا يحلقون حول البحيرة وضحكاتهم تملأ المكان
كانت عشتار تنظر لبناتها بفرحة كبيرة
وهن منشغلات في زهور الياسمين
ثم نظرت لجلجامش الذي كان مسمرا عيناها ينظر وجهها الجميل فانزلت رأسها بابتسامة خجلة
فجأة سقط على شعرها الأسود الطويل طوق ياسمين جميل جلبه بناتها ثم عادوا يدورون حول البحيرة وهن يلعبن ويتضاحكن
جلجامش_ ما أحلا تاجك.. يا أميرة الجن
ضحكت عشتار
جلجامش_ مايضحكك
عشتار_ أضحك على حالي أميرة معصوبة العينين في عالم الجن ومشعوذة مچنونة في عالم الإنس بت لا أدري من أنا وكيف سأكون وأين سأعيش
احتضن جلجامش عشتار ورفع ذقنها لتلتقي عيناهما وقال_
لاتقلقي ياحبيبتي ألتم شمل عائلتنا أخيرا
آه كم اشتقت لعينيك يا الله ما أحلاك
ذري الدنيا ومافيها
وتعالي نخليها فيمن يخليها
لاجنها نرى..ولانسمع بإنسيها
وارمي جراحك على صدري وإنسيها
اغمضي عيناك وأرقصي فاك
واجمعي يدانا ودعينا
نرقص على نهر فرات
في ليلة دافئة بلحن غناك
بادليني الرقص بالحب
ودعينا نصعد في سماء سراب
نتعانق ونطير
ولا يغطينا اي جلباب
دفئيني.. ودفئي السحاب
حتى تدمع عيناه ويقول.. الله ما أحلاك
وننزل في مطر رذاذ كعفص سواك
نمتزج معه ونذوب
وتسيرنا الرياح في أي هبوب
حتى ننزل في شلال ماء هلاكي
لاتتركيني..
ضلي ممسكة بيميني..
لست
مغرقك ولا ضير بأن تغرقيني
إن كان عشقك عكس التيار
فأرجو أن تسحبيني
كجنية نهر أردت بكل من مد يده لها
راودته عن نفسه ونفسه هامت بها
حتى انغمر فاه بماها
وغاب هواه.. في هواها
ماحاجتي لتنفس هواء وقد ڠرقت في هواك
الله ما أحلاك.. الله ما أحلاك
نزلت دمعة من عين عشتار فمسحتها وابتسمت قائلة_ لاحرب بعد اليوم أتعدني بذلك
جلجامش وهو يضحك_ ما أنت
نظرت له عشتار بثقة مبتسمة_
أنا الإنسية التي تزوجت جني
تمت