رواية عشتار وجلجامش
على كتفيه بخبث تريد نهشه من كل جانب
يالهؤلاء الرخيصين ينعقون مع كل ناعق ويطأطئون رؤسهم بفخر إنه الذل بثقة
قال عيقم مبتسما بزهو حين رأى الهزيمة واضحة جلية على مرأى القوم_ حسنا إذا لتبدأ مراسيم التنصيب اضربوا أعناق الخونة
وبدأ جنوده ېقتلون أعوان جلجامش المخلصين واحدا تلو الآخر
تعالت صيحات القوم
فتقدم الأزمل خاطبا في الجمع_ ياقوم قد طالت بنا الحړب سنينا طوال تكبدتنا خسائر فادحة في الأرواح والأملاك وانتهت الحړب بخسارة جيشنا وانتصار جيش الملك عيقم وقد جاء اليوم ليبايع ملكا على أرضنا فبايعوه تسلموا. عهد جلجامش وأسرته انتهى لانريد ملكا تبع هواه وتزوج إنسية متخليا عن مسؤلياته تجاهنا انتهى جلجامش للأبد انتهى انتهى
جلجامش
إنه جلجامش
جلجامش..جلجامش
جاء جني من أعلى المنارة بسرعة لسامد وقال_ سيدي جلجامش فوق الجسر مسرع قادم باتجاه القلعة
أثار وقع الخبر فرحة صامتة في أعين قوم جلجامش
عيقم بغضب_ لقد شككت أنه هرب منذ البداية يالك من أحمق ياسامد
كان جلجامش يمشي على الجسر بثقة تليق به
لم يبقى سواه هو فقط من بمقدوره قلب الموازين اليوم
مصير القوم على عاتقه
عليه قتال من يتقاسمون عرشه وإرثه
اجتمعت ثلاث كتائب فوق سور القلعة بسرعة
تصف ثلاثة صفوف وبترتيب متناغم
رمت جلجامش بستة آالاف سهم دفعة واحدة
ستة آلاف سهم تحلق في الهواء بسرعة تشق الرياح متجهة لجلجامش وحده وكأنها ضړبة قاضية
ثم أرجع سيفه للخلف والأسهم تتبع السيف أينما دار ودفع به للأمام مرة أخرى بقوة جبارة فانطلقت الأسهم جميعها عائدة نحو السور بسرعة واخذت تصطاد من تصطاد وتقتل من ټقتل وتنغرس في سور القلعة وكأنها مطر المت.. مطر أسود أظلمت السماء منبأة بقدومه
اقترب جلجامش من القعلة أخيرا واصطفت كتيبة كاملة مجددا فوق السور وأخذت ترمي جلجامش بالرماح
وضع جلجامش السيف وراء ظهره مظهرا عين الذئب
كانت الرماح حين تقترب من جلجامش تنفر منه وتسقط على جانبي الجسر بفضل قطب المغناطيس
أخيرا خرجت كتيبة من ألفي جندي بسيوفهم ودروعهم وأسلحتهم منهم من يركض ومنهم من يطير ومنهم من يزحف مسرعين لمجابهة جلجامش والقضاء عليه
استل جلجامش سيفه مرة أخرى وفصل النابان عن بعضهما وأخذ يلوح بهما في الجو بسرعة رهيبة ثم بقوة وجههما تجاه الجنود فانطلق من وسط السيفين زوبعة قوية تحمل سيوف الكتيبة التي قام الأجهش بقټلها حين كان يلحق بجلجامش وتحمل هذه السيوف تيارات هوائية متشكلة بشكل جنود من قوة الزوبعة
إلى أن انجلت الزوبعة وجنود الكتيبة تتساقط مېتة من تحت الجسر
انهزم جنود عيقم هاربين لداخل القلعة وراء عيقم وعيقم يتفرج مذهولا من هول هذه القوة المفزعة
عيقم_ هذا هو سيف يارخ إذا.. ياله من سلاح ڤتاك سيسعدني أن امتلكه وأضمه لمجموعتي
في هذه الأثناء
كانت عشتار تسقط
في سماء ليست سماء
لونها بنفسجي يميل للصفرة
أخذت عشتار تنظر وهي تسقط
كانت تعلم أنها دخلت لعالم الجن
كانت تبحث عن شيء أو وسيلة ما
كانت تؤمن أنه في هذا العالم وفي أي عالم مهما زادت الصعاب والمخاطر
لابد من وسيلة ما للخروج والنجاة
فقط عليها أن تدع الخۏف جانبا.. وتفكر
مدت جسمها بشكل أفقي فغدت كأنها تطفو على الريح
وتسيرها الرياح ببطء للأسفل
أخذت تنظر بتركيز فرأت شيئا بدا وكأنه سحابة عملاقة للوهلة الأولى لكنها حين ركزت النظر غدا ذلك الشيء كأنه شبكة عنكبوت كبيرة ملتصقة بالسحب
مدت جسمها للأمام وغدت تتجه لشباك العنكبوت ببطء كانت تتوجس خيفة من الوصول لشباك العنكبوت لكنها أيقنت أنه لابد من سبب لوجود شباك العنكبوت في السماء وحيث أنه لم يوجد لها خيار آخر اتجهت للشبكة الكبيرة
سقطت عشتار أخيرا على الشبكة التي سرعان ما انشقت لتسقط على شبكة أخرى وهكذا غدت عشتار تنتقل من شبكة لأخرى
أم هو نسيج متكرر لشبكة واحدة لم تستطع عشتار أن تحدد لكنها بدت وكأنها شبكة عنكبوت متعددة الطبقات
في البداية كانت سقوط عشتار قويا وسريعا لكن مع تكرار اصطدامها بشباك العنكبوت أخذت تبطء شيئا فشيئا إلى أن توقفت
نظرت عشتار حولها متفحصة المكان
كانت عالقة في شباك العنكبوت وكأنها فريسة
بين السحب في وسط السماء
حاولت التحرك لكن دون جدوى كانت عالقة تماما
فجأة جاءها الصوت من الخلف صوت تتوقع صاحبه حين تكون عالقا في شبكة عنكبوت كبيرة
التفتت عشتار لترى عنكبوت عملاقة جدا لها ثمانية أرجل وستة أعين لكن أعينها جميعها بدت وكأنها مطموسة سوى عين واحدة
قالت العنكبوت_ أهلا بك في سماء سراب إلى أين وجهتك هاهاهاها
نظرت عشتار لهذه العنكبوت العملاقة لابخوف بل باستغراب ثم قالت_ هل تسكنين السماء لاصطياد فرائسك
العنكبوت_ بل أنا حارسة المعبر السماوي لأرض الجن
عشتار_ وكيف تكونين حارسة عالم الجن هل أنت جنية
العنكبوت_ ليس من الضروري أن يكون كل من هو موجود في هذا العالم جني. هل أنت جنية
عشتار_ آه.. صدقت
العنكبوت_ ما اسمك
كادت عشتار أن تقول اسمها لكنها اكتفت بقول_ أنا عابرة سبيل عبرت في سلام
اقتربت العنكبوت من عشتار ترقبها جيدا بعينها الواحدة قائلة_ أنت إنسية..عشتار.. هل أنت عشتار زوجة جلجاماش
سكتت عشتار فهي لاتعلم هل هذه العنكبوت عدو أم صديق
لكن العنكبوت بادرتها_ أنت هي.. أنت تلك الإنسية أنت زوجته فخاتمه في إصبعك
عشتار بحزم_ نعم.. أنا الإنسية زوجة أمير الجن
ضحكت العنكبوت ضحكة خفيفة وقالت_ أتعلمين لما العنكبوت تبني شباكا
أحست عشتار بالقلق لكن كان عليها مسايرة هذا الۏحش العملاق فقالت_ حتى تكون لها كالبيوت
العنكبوت_ ههههه لا.. بل الشباك نصنعها لاصطياد الفرائس.. نحن نؤمن بالقدر فالرزق محتم.. نجهد أنفسنا بصنع الشبكة وبعد ذلك نجلس براحة ننتظر ضالتنا بدل السعي وراءها
فالدنيا كالدولاب صنعت لتدور وماذهب لابد أن يعود يوما
عشتار بخوف_ لا أفهم ماتقولين
العنكبوت_ لم أكن عوراء من قبل لكن كان عشيقك جلجامش يتسلل يوميا لأرض الإنس حتى يراك إلى أن جاءني يوما مرسول من أبيه بمنعه من الذهاب لأرض الإنس وحين أتى جلجامش مسرعا للذهاب لأرض الإنس لكي يراك اعترضت طريقه وخضنا عراكا عڼيفا أسفر بفوز جلجامش طبعا بعد أن فقأ أعيني جميعها ماعدا واحدة
لم اعترض طريقه بعدها لأنني كنت واثقة كل الثقة أنه سيأتي يوم وأجد اڼتقامي في شباكي
أخذت عشتار تنظر في أرجاء المكان علها تجد شيء تستطيع الاستفادة منه أو أن يوحي لها بفكرة ما إذ لم يكن بمقدورها تحريك حتى يديها الملتصقتان بشباك العنكبوت لكن لم تجد سوى فضاء شاسع
العنكبوت_ هه لامفر من شباكي سأفقأ عينيك وأرسلك لجلجامش
عشتاربحزن_ حسنا أيتها العنكبوت لك حق الاڼتقام لكن لي طلب واحد فقط.. لقد فقدت أعينك بسبب جلجامش الذي قاتلك لكي يراني حتى وإن فقدت اعينك بسببي فليس لي ذنب في ذلك لكنك على أية حال لن تتنازلي عن الأخذ بثأرك فقط أريد منك أن تذهبي بي فوق قلعته وتقتلعي عيني وتلقي بهما في القلعة
العنكبوت باستغراب_ ولماذا هذا الطلب الغريب هل تحاولين خداعي
نزلت دمعة من عين عشتار وقالت_ لا.. لكن عل عيناي وهما تسقطان تنظرانه للمرة الأخيرة فيقر قلبي برؤيته
أحست عشتار أن العنكبوت بدت صغيرة أمام هذا العشق الكبير لكن العنكبوت بادرتها بغضب_ لاااااا . بل سأذهب بك فوق قلعته وسأفقأ عينيك وسألقي بك لكي يراك مقتولة مفقوأة العينين فيعلم أنني من تسبب في ذلك ولاضير إن قتلني فقد انتصرت عليه واخذت حقي
انتزعت العنكبوت عشتار من شباكها وربطتها بخيوطها فغدت عشتار كاليرقة فقط رأسها خارجا
انطلقت العنكبوت متجهة بسرعة نحو قلعة جلجامش تقفز من سحابة لأخرى وعشتار تبكي في حيرة من أمرها ماتستطيع فعله للتغلب على هذا الۏحش الضخم الحقود
دخل جلجامش القلعة بثقة وقوة لم يشهد لها مثيل وسط هتافات قبيلته الذين هجموا على جنود عيقم وخلصوا أعوان جلجامش المخلصين منهم قبل أن يفنوهم
وتجمع أهل القلعة وراء جلجامش وحوله
وصل جلجامش للمنصة يريد مخاطبة عيقم فبادره أزمل يريد أن يقاطعه
لكن جلجامش دون أن ينظر إليه استل سيفه وضربه ضړبة قسمته نصفين قائلا_ هذا جزاء الخونة في مملكتي
نظر جلجامش لقومه وقال_ ياأبناء قومي أرجو أن لاتكونوا استسلمتم لقوى الشړ وبايعتم هذا الطاغية سادافع عنكم لآخر رمق في حياتي
تعالت صرخات من أعوانه وقومه نحن معك لآخر رمق ياجلجامش
نظر جلجامش لعيقم پغضب وقال_ لامزيد من الحړب لقد انتهى كل شيء لقد جئت اليوم لتتوج ملكا على أرضي وجرت العادة أن يقوم الملك الجديد بتحدي كل من يظن نفسه كفؤا أن يجابهه وأنا أتحداك ياعيقم لماذا نجعل شعبينا ېقتلون سنينا ونحن نتفرج عليهم جاء دورهم الآن.. من يفوز في النزال يحكم الشعبين
عم هدوء في جميع أرجاء القلعة الكل ينظر لعيقم بانتظار جوابه وعيقم كان يتصبب عرقا
أراد سامد أن يتكلم لكن عيقم قاطعه قائلا_ لقد وصلت بك الجرأة أن تتحداني أنت وهذا السيف اللعڼة لم يمر علي في حياتي جني مثلك أولا تزوجت إنسية وقمت بإدخالها لأرضنا وسړقت قطعة من حجر المغناطيس وعرضت حياة الجميع للخطړ من انفجار البركان أو هجوم الذئاب والأعظم من ذلك كله قمت بادخال عين الذئب لأرضنا إنك جني متعجرف صبياني لاتليق أن تحكم الجن
جلجامش_ كل ذلك من أجل أن أزيح ملكا ظالما مثلك فأنت حاكم جائر لامكان لك في قلعتي قد أكون أسأت التصرف فيما مضى لكنني عادل لا أظلم أحدا مثلك ولا أدخل شعبي في حرب أسبابها مبهمة فقط لتزيد من قوتك ونفوذك
أجاب عيقم بغضب_ حسنا إذا هيا بنا نذهب للجبل القائم من ينزل منه بعد قتل الآخر يكون المنتصر كما جرت العادة
كان يوجد جبل صخري طويل في منتصف القلعة وهو مركزها
طار الاثنان عيقم وجلجامش والتقيا في قمة الجبل لايراهما أي أحدمن ېقتل الآخر ينزل ملكا على القبيلتين
استل جلجامش سيفه واخذ ينظر لعيقم بغموض وهو يفكر محدثا نفسه عيقم.. لا أتذكر متى كانت آخر مرة خاض فيها قتالا.. اعتقد قبل أن أولد..علي أن استفيد من هذه النقطة لاسيما أنني امتلك أقوى سيف في أرض الجن الآن لكن علي أن لا أنسى أنه يملك ثلاثة من أقوى الأسلحة سيف اللهب ورمح الظلام وسيف الصاعقة
طقطق عيقم بأصابعه فانبثق منه