الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية الثلاثة يحبونها كاملة بقلم شاهنده سمير

انت في الصفحة 17 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

إخترق قلبه ..جعله يعانى ڼزيفا من الألم..ېموت ببطئ وهو يشعر أنه ما بين اللحظة والأخرى قد يفقدها..مجددا..ولكن تلك المرة...للأبد.
لماذا يقسو عليه القدر هكذا ..لماذا يحرمه منها دائما.
ضړب بقبضته الكرسي الحديدى بجواره ضربات متتالية أډمت يده وهو ېصرخ فى لوعة قائلا
ليه بس ..ليه
إقترب منه مراد فى ثوان وأمسك قبضته الدامية قائلا فى جزع
إهدى بس يايحيي..جرالك إيه
نظر إليه يحيي بعيون غشيتها الدموع ليشعر مراد بقلبه ينفطر حزنا على أخيه..لېتمزق تماما وأخيه يقول بمرارة
رحمة بټموت يامراد..رحمة بتروح منى تانى..المرة اللى فاتت قلبى ماټ فى بعدها..بس عشت لإنها كانت عايشة وبتتنفس ..المرة دى مش هستحمل..ھموت وراها يامراد.
متقولش كدة يايحيي ..إستهدى بالله ..رحمة هتعيش وهترجعلك..وهتعيشوا زي أي إتنين بيحبوا بعض.
أنا مش بس بحبها أنا بعشقها.. من أول يوم شفتها فيه وقلبى مبقاش ملكى ..خطفتنى بعينيها...وباين فى كل تصرفاتها..صارحتها ولقيتها هي كمان بتصارحنى ..مكنش حب مزيف زي ما حاولت أوهم نفسى عشان أبرر خيانتها لية..دلوقتى لازم أعترف إن حبها كان حقيقى..كنت بحسه فى نظرتها......لما شفتها مع أخويا ..كان لازم أتأكد قبل ما أظلمها..أيوة ظلمتها..قلبى حاسس دلوقتى إنى ظلمتها وإن فيه حاجة مش طبيعية حصلت زمان ودفعت أنا وهي تمنها غالى من عمرنا ومشاعرنا ..خاېف يجرالها حاجة دلوقتى وملحقش أقولها إنى بحبها وإنى فعلا طلعت زيكم زي ما قالت وظلمتها ..خدتها بذنب مش ذنبها..وإنى آسف..آسف على كل القسۏة اللى شافتها منى..وإنى مش عايز دلوقتى غير إنى أشوفها بخير وبس وإن سعادتها لو هتبقى فى إنها تكون بعيد عنى..فأنا .....
ليهز رأسه نفيا وهو يقول فى مرارة
لأ مش هقدر..مش هقدر أسيبها تبعد عنى يامراد..المۏت عندى أهون..
لتغشى عيونه الدموع مجددا وهو يردد بهمس مرير
المۏت عندى أهون.
ربت مراد على كتف أخيه وهو يشعر بالشفقة عليه..يدرك مشاعره..يتفاجئ بها وبماضيها القوي..لتتردد كلمات أخيه داخل صدره..لتتمثل أمامه إحداهن...وحين أيقن أن رحمة تحب أخاه وأخاه يحبها..بدأ ضباب ذلك الوهم ينقشع تدريجيا..حتى اليوم..فاليوم أدرك وبكل يقين أن حبه لرحمة إنتهى منذ زمن وأنه لم يكن سوى وهما ..فالحب من طرف واحد..هو عڈاب يودى بصاحبه إلى الهلاك إن لم يدعه لحال سبيله ..وقد ودعه هو منذ زمن ودون أن يشعر..ليعشق قلبه فاتنته شروق دون أن يدرى..وها هو الآن يدرك أنه أحبها هي ..وحدها دون غيرها ..فهي من إستطاعت أن تجعله أسيرا
لها بعشقها وكينونتها الطيبة ..ليشعر بسعادة داخلية لهذا الإكتشاف فهي حبيبته الآن وأم طفله..ليشعر بالجزع لخوفه من أن تكون قد أجهضت الجنين..وقتها ستنهار علاقتهما وبلا رجعة..ليقرر فور الإطمئنان على
رحمة أن يسرع إليها يطلب منها غفرانا لا يستحقه ولكنه يعلم أن قلبها الطيب سيمنحه ذلك الغفران فور طلبه إياه.
أفاق من أفكاره على صوت فتح غرفة العمليات وخروج رءوف منها..ليتجها إليه على الفور ويقول يحيي بلهفة
رحمة كويسة يارءوف
إبتسم رءوف بهدوء قائلا
إطمن يايحيي..مدام رحمة بقت كويسة الحمد لله..السم كان شديد والحمد لله إن اللى وصل معدتها منه كمية قليلة أوى..وإنها كمان تقيأت..وده قلل من تأثيره..وخلانا قدرنا ننقذها فى الوقت المناسب.
ظهر الإرتياح على ملامح كل من يحيي ومراد..ليقول يحيي
الحمد لله.
قال الطبيب فى حزم
بس الموضوع فيه شبهة جنائية ..فيه حد كان قاصد ېموتها..وأنا لازم أبلغ يايحيي
عقد يحيي حاجبيه وهو يقول بصرامة
لأ يارءوف..مفيش داعى لتدخل البوليس..اللى عمل العملة السودا دى أنا هوصله بنفسى.. وهيكون عقابه عندى أنا..وصدقنى مش هرحمه..ده تارى يارءوف ويحيي الشناوي مبيسيبش تاره أبدا.
تنهد رءوف بقلة حيلة وهو يدرك صلابة وعناد يحيي..ليقول بهدوء
تمام..إحنا هننقل مدام رحمة دلوقتى لأوضتها..وياريت تبقى فى راحة تامة وبعيد عن التوتر..وحمد الله على سلامتها.
أومأ يحيي برأسه فى هدوء ليغادر رءوف بينما قال مراد بقلق
هتعمل إيه يايحيي
قال يحيي وعيونه تملؤها القسۏة
هطمن على رحمة الأول وبعدين هوصل للى عملها..وهخليه يتمنى لو كان فى آخر الدنيا عشان مطولوش..وبرده هجيبه ولو كان فى سابع أرض..وساعتها... صدقنى مش هرحمه.
تأمل يحيي ملامح رحمة الساكنة..يتخيل حياته من دونها ليجدها مستحيلة التخيل..فلا حياة له وهي خارجها..يسرح فى كل ما مر بهما..من بداية تعارفهما وحتى تلك اللحظة..لتتردد فى آذانه كلماتها الأخيرةحرام عليك كفاية ظلم..لو كنت دورت جوة قلبك كنت هتعرف الحقيقة..إنت زيهم كلهملينتفض واقفا وهو يقول
لأ يارحمة..أنا مش زيهم..أنا بحبك أوى..محدش فى الدنيا حبك أدى..ولو كنت ظلمتك زيهم فعشان غيرتى عميتنى وخليتنى مشفش اللى شايفه أدامى دلوقتى.. لما رجعت بالأحداث لورا..شفت صدمة فى عينك أول ما شفتينا..مش صدمة حد بينكشف..لأ..صدمة انا فين وبعمل إيه هنا..وإنتوا واقفين بتبصولى كدة ليه..وصدمة لما سمعتى
كلام جدى وهشام اللى إعترف إنكوا على علاقة من زمان وإنه مستعد يصلح غلطته دلوقتى..شفت قهرة فى عيونك وإنتى بتبصيلى وأنا ساكت مبقلش حاجة ..واقف جامد ببصلك وأنا مش عارف أشرب من دمك ولا أسيبك تتجوزى هشام وتغورى من وشى..دلوقتى بس شفت ده كله..دلوقت حسيت فعلا بكل ده..بس إزاي متكلمتيش إزاي مدافعتيش عن نفسك..أكيد هشام خدرك وأخدك أوضته..أكيد عمل حاجة عشان نقع كلنا فى الفخ ونجوزهولك..وده اللى حصل..أد إيه كنت ساذج وقتها..أد إيه كنت غبى.
قائلا فى تصميم
بس وعد منى هعرف إيه اللى حصل زمان ومين السبب فى اللى جرالك النهاردة ومش هرحمه..ولازم أرجعلك حقك من كل اللى ظلموكى حتى لو كنت أنا بينهم..بس أهم حاجة دلوقتى..تفوقى وترجعيلى يارحمة..أنا بحبك أوى.
توقف قلبه عن النبض ثم عاد لينبض مجددا وهي تقول بهمس
يحيي.
تأمل ملامحها ..وعيونها المغلقة..ليدرك أنها تناديه وهي مازالت تحت تأثير البنج ليذوب قلبه وهو يهمس بدوره قائلا
قلب يحيي.
رددت إسمه مجددا بهمس لتشتعل دقات قلبه يهمس بجانب أذنها قائلا
عمره كله.
لتبتسم بضعف هامسة بإسمه
يحيي.
لتتسع عينيها بدهشة..ثم يرفع رأسه قائلا بعيون ظهر بهما عشقه خالصا لتنظر إلى عيونه بحيرة قائلة بضعف
يحيي أنا.. إنت..
وضع يحيي إصبعه على شفتيها قائلا بعشق
أنا بحبك..بحبك أوى يارحمة.
نظرت إليه رحمة فى صدمة لإعترافه الصريح هذا بعشقها.. لتتسع عينا رحمة فى دهشة و....سعادة.
دلف مراد إلى المنزل يبحث عن شروق فلم يجدها..دلف إلى حجرته ليجد ورقة بيضاء مطوية وضعت على الكومود بإسمه..فتح الورقة بسرعة وجرت عيناه على محتوياتها..
مراد....
أنا مش مستعدة أتخلى عن طفلى حتى لو خيرتنى بينك وبينه
..أنا بختاره هو ..تعرف ليهلإنى مستحيل هختار واحد باعنى بالرخيص وفى أول موقف مر علينا..وكأنى مهمكش يامراد ولا يهمك مصيرى ..سواء أموت ..أو..أعيش..مش هتفرق معاك..أنا كنت موجودة فى حياتك ليه..عشان أكون مجرد بديل ..مرة أكون بديل لمراتك اللى مبتحبهاش..ومرة بديل لحبييتك..حبيبتك اللى مقدرتش توصلها.. مش كدة ..للدرجة دى يامراد كنت بالنسبة لك ولا حاجة..للدرجة دى محسيتش بية وبقلبى اللى كان بيتعذب كل يوم وأنا عندى أمل واحد فى المليون إنك تحس
بحبى وتحبنى ولو شوية..الأمل ده النهاردة إنت قټلته زي ما كنت عايز ټقتل إبنك..ضناك..وټقتلنى معاه..لكن انا هعيش ..هعيش عشان خاطر إبننا..متحاولش تدور علية عشان مش هتلاقينى..ومتقلقش مش هتشوفنى تانى ولا هتشوف طفلك ..إنسانا يا مراد وأظن إن ده سهل عليك... أوى..شروق.
جلس مراد فلم تعد قدماه قادرتان على حمله..يشعر بالإنهيار بداخله..تمزقه كلماتها تمزيقا..يدرك فيم تفكر الآن وبما تشعر..لقد كانت تعلم..تعلم بحبه لأخرى ولم تلومه ولم تعاتبه..فقط تحملت ألمها بداخلها ووارته ..لترسم إبتسامتها على شفتيه وتسعده..كم كان غبيا حين أعماه عشقه المزيف عن رؤية كل مشاعره تجاهها..عن منحها ما تستحق..فقط السعادة والحب..فهي تستحقهما ..
ليظهر التصميم على وجهه ..سيجدها ..وسيفعل المستحيل لتسامحه..وسيعلنها زوجة له أمام الجميع حتى وإن واجه بذلك أعاصير بشرى ..ورفض عائلته..سيربى طفله بينهما وسيمنحهما كل ما حرمهما منه ..نعم هذا ما سوف يفعله..لينهض سريعا ويركب سيارته يقودها بأقصى سرعة متجها إلى حيث يمكن أن يجد شروق..ولن يهدأ له بال حتى ...يجدها.
الفصل الثامن عشر
..إبتسمت بحنان وهي تتذكر معاملة يحيي لها منذ أن إستيقظت فى تلك المستشفى وألقى إعترافه بحبها أمامها..لقد عاد يحيي كما كان بالماضي ..هذا المحب المندفع.. الشغوف الحنون..يعاملها مجددا كأميرته الصغيرة المدللة..لم يعد 
إهدى ياقلبى..كل ده من نظرة ..أمال لو...
لتنفض رأسها قائلة
لأ طبعا ..إنتى أكيد إتجننتى.. نسيتى وعدك لأختك..طيب لو كنتى نسيتى وعدك..فنسيتى كمان إنه إتخلى عنك زمان..مش يمكن يتخلى عنك تانى..ويجرح قلبك من جديد..قلبك اللى دلوقتى هيطير من نظرة عشق أو كلمة بحبك اللى قالها..ما هو كمان قالها زمان..وفى أول إختبار لحبكم نساها ..وفشل فيه..خليكى عاقلة يارحمة وإوعى تضعفى..عشان فى الآخر متندميش.
لتتنهد بضعف وهي تتجه إلى الحمام لتأخذ حماما ..ربما يريح جسدها المتعب ولكن روحها المنهكة..ماذا يريحها
قالت بشرى بغيظ ما إن دلفت لشقة مجدى
نفدت منها بنت الأبالسة..إزاي..أنا هتجنن
عقد مجدى حاجبيه قائلا
مين دى ونفدت من إيه
نظرت إليه بشرى قائلة بحنق
بقولك إيه يامجدى متجننيش معاك إنت كمان..هيكون مين غيرها..ست رحمة طبعا.
إتسعت عينا مجدى پصدمة قائلا
إنتى عايزة تفهمينى إن رحمة نجت من جرعة السم اللى
إديتيهالها..مستحيل طبعا.
نظرت إليه قائلة بغيظ يأكل قلبها
حظ أبالسة..تقول إيه..من حظها إن واحد وقع الكاس من إيدها فمكملتش كوباية العصير وكمان رجعت شوية ..فاللى فضل فى
معدتها حاجة بسيطة متموتهاش..وأهي راجعة الفيلا النهاردة وكأننا معملناش أي حاجة.
قال مجدى بدهشة
وعرفتى منين
قالت پحقد
من فتحى.
قال مجدى
حظ أبالسة فعلا..ليها عمر صحيح.
قالت بشرى پغضب
لازم أشوفلها حاجة تانية تغورها فى ستين داهية..أنا خلاص مش قادرة أستحمل العيشة فى الشقة دى وعايزة أرجع بيتى يامجدى.
طب إهدى بس..روقى أعصابك وتعالى نشرب كاسين..نظبط بيهم دماغنا ونفكرلها فى حاجة تانية.
إبتعدت بشرى عنه وهي تقول بضجر
مش هينفع أقعد وأشرب..مراد اليومين دول حالته حالة ومتعصب على الآخر..مش عارفة ماله بس..بيتلككلى ع الفاضية والمليانة..أنا عايزة ألحق أرجع البيت قبل ما يرجع.
عقد مجدى حاجبيه وهو يقول بضيق
والباشا بيرجع إمتى 
هزت كتفيها قائلة
ملوش مواعيد..اهو بيطب فى أي وقت.
ليرن هاتفها وتشير إليه بالصمت ليدرك مجدى فى ضيق أنه مراد.. وبشرى تجيب بهدوء
أيوة يامراد.
إستمعت إليه لثوان قبل أن تقول
طيب تمام..متقلقش..سلام.
أغلقت الهاتف لينظر إليها مجدى بإستفهام لتعقد حاجبيها قائلة
ده مراد..بيقولى إن وراه شغل متأخر..وإحتمال يبات فى الشركة.
وإحنا مستنيين إيه بس ..تعالى معايا.
قالت بشرى
إستنى بس يامجدى...
أدخلها مجدى حجرته وأغلق الباب
دلف يحيي إلى الحجرة ليتوقف فجأة متجمدا وهو يطالع فاتنته الواقفة أمام الدولاب تقف على أطراف أصابعها تحضر شيئا ما من أعلى الدولاب..بينما تمسك
فستانا بيدها الأخرى.. على الإقتراب ليغلق الباب بهدوء خلفه ويلف المفتاح فيه ليسكره تماما..وسط نظرات رحمة التى تجمدت مكانها يدق قلبها غبائها الذى يجعلها تنسى إغلاق الباب جيدا كلما أخذت حماما..كلما تقدم يحيي بإتجاهها بعيونه الغائمة تلك..كلما أدركت رحمة أنها هالكة لا محالة.. قائلة بإضطراب
خير يايحيي
خير ياقلب يحيي..
مش
آن الأوان يارحمة ننسى اللى فات ونكون لبعض.
..لتقول بضعف
يحيي أنا..وإنت....
قاطعها قائلا بعشق
أنا وإنتى بنحب بعض..دى حقيقة إحنا الإتنين عارفينها..ومتأكدين منها..
إحنا لازم ننسى كل حاجة تانية ومنفتكرش غير حاجة واحدة وبس..إنتى بتحبينى..وأنا بحبك..صح يارحمة..قولى إنك بتحبينى أد ما أنا بحبك..قوليها.
شعرت رحمة بأنها
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 30 صفحات