رواية عشتار وجلجامش
نسرها بسرعة عن الماء
الحمدلله مازال ينبض وجسمه دافئ
اخيرا عاد مستوى الماء في القارب تحت الثلث
ولكنه مازال يتأرجح
أدركت أنه لولا ثقل الماء الموجود في قعر القارب لكان انقلب بسهولة من اول مرة
لقد فهمت الآن فقط لما قام ذلك الجني الشق بثقب القارب
تذكرته بامتنان
لتوها فهمت مقصده من ثقب القارب اذ كانت حانقة عليه من قبل
لا أدري كل ماعرفه انه ساعدني نوعا ما
استعاد القارب توازنه أخيرا وعم السكون من جديد إلا انها كانت تحس ان الدلهاب لن يستسلم بسهولة وانه لاشك يريد مفاجأتها ليلقيها مرة اخرى
لامكان للبكاء هاهنا
يجب ان اتشجع لم اصل هنا حتى اكون فريسة لهذا الجني الاعمى
ان كان يريد القتال ساقاتله حتى اخر رمق
لن اغلق عيني بعد الآن ولن أيأس إن كنت سأموت فإني سأموت بشرف الدفاع عن زوجي وعائلتي
لكن ترى اين ذهب هل استسلم
اتمنى ان يكون قد قطع الأمل من قلب القارب سأحافظ على مستوى الماء فوق الثلث لا أكثر ولا أقل
يا إلهي لقد صعد على القارب ماذا علي أن افعل
نزل الدلهاب على اربع واتجه اليها بسرعة
ارجعت يداها للخلف وهوت بالمجداف على رأسه تريد ضربه به الا انه التقمه بفمه وقام بنهش المجداف وتهشيمه
طوق الدلهاب رقبة عشتار بكلتا يديه وغمر رأسها في قعر القارب ېخنقها داخل الماء
وهي تنتفض تحته بضعف
كان فوق الماء اقوى من تحته
اخذت ترفس برجليها كانت تظن انها ترفس الدلهاب ولكنها كانت ترفس النسر
ومع الرفس المتواصل انفكت الخرقة التي كانت قد لفت بها جرحه فسالت قطرة من الډم في ماء القارب
انتشرت قطرة الډم في ماء القارب سريعا وماهي الا لحظات واذا بالدلهاب قد افلت رقبة عشتار واخذ ينتفض وهو ېصرخ صړخة مفزعة حتى تيبس مكانه
اخذت عشتار تلتقط انفاسها باكية وهي تنظر لهذا الۏحش المرعب وهو متحنط فاتحا فمه بحزن
رفسته برجلها ملقيتا به خارج القارب
واخذ جسمه يطفو ويتبخر حتى ذاب على سطح البحركالزبد
لم تكن هناك كلمات تعبر بها ن امتنانها علاوة على ذلك لم يكن باستطاعته سماعها لكن ماكان منها الا ان رفعت رأسها وشكرت الله
أخيرا بدأ الضباب بالانقشاع تدريجيا وكأن الشمس قد بدت تشرق الى أن اختفى الضباب تماما وتوقف القارب
نظرت الى المجداف المهشم والماء الذي كان قد غمر القارب تماما فحملت النسر فوق رقبتها
الى أن بدأ القارب ينغمر في البحر
ولكنها لم ټغرق
كانت واقفة والماء يصل ذقنها
الحمدلله يبدو انني اقتربت من الشاطئ في الوقت المناسب
رفعت النسر بكلتا يديها واخذت تمشي شيئا فشيئا كان ينخفض مستوى الماء وهي تزيد من سرعتها فرحة
الى ان وصلت لليابسة اخيرا
ظنت انها وصلت لغايتها المنشودة ولكنها حين
نظرت حولها متفحصة المكان لم تجد سوى صحراء شاسعة قاحلة
كانت تعرج قليلا مع ألم في كتفها الأيمن وۏجع بظهرها لكن كل هذا لم يثنيها فلقد قطعت الجزء الأصعب كما كانت تظن
كلما أشرقت الشمس أكثر أحست بحرارة أكثر وهي لاتكفأ تمشي وتمشي
ولم تكن تكترث بحرارة الشمس لكنها كانت عطشى لم تحس بالعطش إلا حين وجدت نفسها في هذه الصحراء
حتى تنسى العطش والتعب اخذت تفكر ببنتيها وما مصيرهما هل عادتا لارض الجن بسلام ام لا ونزلت دمعة من عينيها
في هذه الاثناء كان عيقم ملك قبيلة الجن المعادية لقبيلة جلجامش في قصره جالس على عرشه مجتمعا بوزراءه