السبت 23 نوفمبر 2024

رواية الثلاثة يحبونها كاملة بقلم شاهنده سمير

انت في الصفحة 10 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


رحمة من حجرة الصغير وكادت أن تدلف إليها لولا أن إستمعت لصوت يحيي وهو يداعب هاشم بحنو لتقف على عتبة الباب المفتوح وتراه مانحا إياها ظهره يمرغ وجهه فى عنق هاشم فتتعالى ضحكات هاشم وتبتسم رحمة بدورها رغما عنها وعيناها تتقابلان مع عينا الصغير الذى أشار لها مرحبا قائلا
را را 
تجمدت الإبتسامة على شفتيها وهي ترى يحيي يلتفت إليها وتتواجه عيناه العسليتان مع رماديتيها لتبتلع رحمة ريقها بصعوبة وهي تراه يرفع حاجبه الأيسر متسائلا ربما عن سبب وقوفها بجوار الباب وعدم دلوفها اإلى الحجرة تقدمت بإتجاهه بخطوات مترددة قائلة

صباح الخير 
تأمل فستانها البسيط الذى منحها مظهر برئ كفتاة صغيرة فى السادسة عشرة من عمرها ليعود إلى عينيها قائلا بإعجاب ظهر فى عينيه ونبرات صوته المرحبة بها رغما عنه
صباح النور 
مدت يدها تلامس يد الصغير الذى مد يده إليها لتقول بخفوت
تسمحلى
ناولها يحيي الصبي الذى إبتسم على الفور لها ليستقر بين ذراعيها تلامست يديها مع يدي يحيي الذى نظر إليها بإرتباك فأبعدت يدها بهدوء يخالف دقات قلبها المتسارعة أفاقت على صوت هاشم يقول
لها وهو ېلمس قسمات وجهها
را را 
إبتسمت بحنو ليقول يحيي بهدوء
ده الإسم اللى كان بينادى بيه مامته الله يرحمها أكيد حس إن فيكى حاجة منها 
تأملت رحمة وجه الصغير بحزن وهي تقول
الله يرحمها راوية مفيش حد زيها 
قال يحيي ببرود 
فى دى معاكى حق بس إنتى فهمتينى غلط على فكرة أنا
قلت فيكى حاجة واحدة منها يمكن ملامحها لكن طبعها فمخدتيش منه حاجة أبدا 
تجاهلت رحمة تعليقه التى تدرك أنه ذم مباشر لها وهي تقول للصبي الذى لمس وجهها مجددا
تعرف ياهاشم ماما كانت بتحبك أوى وأنا هفضل معاك واحدة بواحدة هشوفك بتكبر أدام عينية وهحكيلك بإذن الله كل حاجة عن مامى هعرفك تفاصيل حياتها ما هو لازم تعرفها عشان لما تكبر تدعيلها بالرحمة 
قال يحيي بسخرية
ده معناه إنك هتنفذى وصية راوية 
نظرت إلى عيونه مباشرة وهي تقول فى برود
أنا مستعدة أعمل أي حاجة عشان خاطر هاشم حتى لو الحاجة دى هي الجواز منك يا يحيي 
إتسعت إبتسامة يحيي الساخرة وهو يقول
لا والله كتر خيرك بجد مش عارفين نشكر أفضالك علينا بتضحى أنا عارف 
تجاهلته رحمة مجددا وهي تركز مع الصبي الذى يجذب خصلات شعرها بشدة لتحاول أن تبعد يده عن شعرها برفق ولكنه تمسك بها أكثر مسببا لها الألم الذى ظهر على وجهها ليراه يحيي بوضوح ورغما عنه إقترب منهما بسرعة ويمسك يد الصغير برفق يفتح قبضته بيد بينما باليد الأخرى يخرج خصلاتها من يده ويرجعهم إلى خلف أذن رحمة بحركة بدت عفوية إلا أنها أشعلت النيران فى قلبيهما 
 ترجعهما لذكريات مضت حين كانت خصلاتها تطير مع الرياح فيمد يحيي يده ويرجعهم إلى خلف أذنها ملامسا إياها بحنو كما يفعل هكذا الآن بالضبط  وتغيم عينيه بنظرة عاشق راغب وبالفعل كان يترجم حبه لها برقة وحنو 
تركها فجأة وقبض على يده بقوة وهو يشيح بوجهه عنها مانحا إياها ظهره لثوان وتاركا إياها وسط فوضى من المشاعر والحيرة قبل أن يتجه بخطوات بطيئة للخارج ولكنه توقف قبل أن يغادر تماما ليلتفت إليها بجانب وجهه قائلا
ياريت تبقى تلمى شعرك وانتى مع هاشم لإنه بيحب شد الشعر أوى ومش كل مرة هكون موجود 
لم ينتظر ردها وإنما إبتعد مغادرا لتجلس على سرير هاشم حاملة إياه وهي تمد يدها تضعها على خافقها المتسارع النبضات تشك فى إمكانية أن تكون له زوجة وتلك الذكريات تحاصرها وتجذبها إليه بقوة 
سمعت بشرى طرقات على باب حجرتها لتزفر بملل ثم تقول
إتفضل 
دلفت سيدة فى العقد الخامس من عمرها تبدو الطيبة على ملامحها تحمل صينية وضع عليها طعاما لتنزل الصينية على الطاولة القريبة منها وهي تبتسم فى وجه بشرى
التى رسمت إبتسامة مزيفة على شفتيها وتلك السيدة تقترب منها وتجلس على السرير بجوارها قائلة فى طيبة
إزيك يابنتى دلوقتى بقيتى أحسن 
أومأت بشرى برأسها قائلة 
الحمد لله ياست آمال جو الريف جميل أوى وفعلا حاسانى من يوم ما جيت هنا إتحسنت كتير 
ربتت السيدة آمال على يد بشرى قائلة 
ولسة كمان لما تاكلى أكلنا وتقعدى معانا أكتر هتتحسنى يابنتى ده انتى كنتى جاية وشك أصفر لون اللمونة بالظبط الحمد لله الدموية ردت فى وشك وبقيتى زي الفل 
كادت بشرى أن تصرخ من كثرة كلام تلك السيدة تقول فى نفسها يالها من سيدة ثرثارة كيف أصمتها
لتكتفى بإيماءة بسيطة برأسها كإجابة وبإبتسامة باهتة حتى تمل آمال وترحل وبالفعل نهضت السيدة آمال وكادت أن تغادر ولكنها توقفت وإستدرات إلى بشرى قائلة
إنتى كشفتى يابنتى
عقدت بشرى حاجبيها قائلة
كشفت
أومأت آمال برأسها قائلة
أيوة فى البندر عند الدكتورة لتكونى حبلى 
جزت بشرى على أسنانها وتمالكت أعصابها وهي تقول
ايوة كشفت ومفيش حاجة من الكلام ده خالص هم شوية برد وأنيميا وبالعلاج هبقى تمام وبعدين أنا مش قلتلكم ان مراد مأجل موضوع الخلفة ده شوية 
قالت آمال بإستنكار 
وليه بس يأجله مش يفرح بضناه وهو فى عز شبابه ولا هيستنى لما يكبر وإنتى تكبرى ويبقى خطړ عليكى الخلفة ساعتها بقى هيفكر يجيب عيال
كادت بشرى أن ټقتل تلك السيدة ولكنها تمالكت أعصابها وهي تقول 
لما هروح البيت هكلمه فى الموضوع ده ياست آمال 
إبتسمت آمال قائلة
أيوة كدة يابنتى أوعى تسيبيه عايش كدة بالطول والعرض ويسافر ويسيبك كل شوية إسمعى كلامى يابنتى من غير ما تربطيه بالعيال بيبقى جوزك مش جوزك الراجل من دول لو مربطتوش مراته بحتة عيل بيبقى سهل على أي حرمة تخطفه ويضيع منها وتبكى بدل الدموع ډم 
لم تجيبها بشرى وهي تفكر فى كلام السيدة آمال لتغادر آمال بهدوء بينما كانت بشرى شاردة فى كلماتها التى ذرعت بذور القلق فى قلبها ترى هل من الممكن أن تخسر مراد من أجل الأطفال هل من الممكن أن يتركها من أجل عدم إنجابها فربما عاد عدم إهتمامه بها لإنه ادرك أنها أرض بور لا يمكنها أن تمنحه طفلا وريثا له حتى أنه لم يهتم برحيلها ولم يحادثها ولو لمرة واحدة طوال وجودها فى هذا المكان لترفض هذا الإحتمال فهي تدرك أنه يحب تلك الفتاة الحرباء وإن تزوج سيتزوجها هي لتتسع عينيها فى صدمة ماذا لو 
لترفض أيضا هذا الإحتمال فرحمة تعشق يحيي ولن ترضى بمراد زوجا لها ولكن هي تزوجت هشام من قبل وقد كان أخيه أيضا لذا من الممكن أن تتزوج مراد الآن لتنفض افكارها وهي تخبط رأسها بخفة قائلة 
أمال لو مكنتيش إنتى
اللى دبرتى كل حاجة عشان تجوزيهم إنتى نسيتى انها إتجوزته ڠصب عشان الڤضيحة المهم من هنا لبكرة بالليل لو مقدرتيش تفكريلها فى مصېبة يبقى تلمى شنطتك وترجعى القاهرة يابشرى 
لتبتسم براحة وهي تنهض تتجه إلى طاولة الطعام تنظر إليها بنهم وقد شعرت فجأة بالجوع 
تأملت شروق ملامح مراد فى
عشق تنتابها سعادة لا حدود لها وهي ترى ملامحه النائمة لأول مرة منذ ان تزوجته فلطالما كانت تستيقظ تجده قد رحل وتركها وحيدة تتأمل جدران حجرتها فى ألم تتمنى أن تحقق يوما أحلامها وتستيقظ لتجد حبيبها نائما بجوارها أو ربما يتأملها بعشق وهي نائمة كما تتأمل هي مراد تماما تنهدت ها هي إحدى احلامها تتحقق وها هي تستيقظ وتجد معشوقها بجوارها نائما ربما يوما تستيقظ وتجده مستيقظا بجوارها يتأملها بعشق من يدرى ربما 
رفعت يدها ومررتها على وجنته بحنان ليفتح عينيه فجأة ويبتسم عندما رآها تبعد يدها بسرعة يحمر وجهها خجلا ليمسك يدها ويقربها من وجنته مجددا يمررها بنعومة على بشرته الخشنة قليلا والتى لم يحلقها بعد لتنظر
إلى عينيه اللتين حاصراتها بنظراتهما وتقع فى سحرهما ټغرق فيهما 
صباح الخير 
نظرت إليه مشتتة الذهن مضطربة القلب وهي تقول
ها 
إتسعت إبتسامته وهو يكرر بنعومة قائلا
صباح الخير 
تنحنحت لإجلاء صوتها الذى ضاعت نبراته وهي تقول
إحم صباح النور 
رفع يدها وهو يقول
مكنتش أعرف إن الصباح معاكى حلو أوى كدة لو أعرف كنت قضيت معاكى كل صباح لية ياشروق 
نظرت إليه شروق فى لهفة قائلة
بجد يامراد بجد الكلام اللى إنت بتقوله ده
لهفتها تلك اللمعة فى عيونها عشقها الذى يظهر فى نبراتها كل هؤلاء أشعروه بالذنب تجاهها فأقل كلمة منه ترضيها وبينما هي تعشقه هو لا يبادلها ذلك العشق بل يعشق أخرى بلا أمل وتلك الأخرى تقف فى طريقه فلا هو قادرا على أن ينالها ولا هو قادر على المضي قدما فى حياته دونها حتى بعد إدراكه لحبها لأخيه الأكبر والأدهى حب أخيه الأكبر لها مما يفقده الأمل فى إقترانهما يوما ولكن يظل العشق عشقا ليس بيدنا إختيار من نعشق ولا نحن قادرين على نسيان معشوقنا حتى وإن أردنا النسيان بكل جوارجنا 
طال صمته وهو يتأملها لتخبو فرحتها ويظهر الحزن على وجهها لتطرق برأسها وهي تقول
أكيد مش بجد إزاي بس هتقضى كل صباح معايا وأنا مجرد زوجة فى الخفا بتجيلها تقضى معاها ساعتين وتمشى
لكن اللى تقضى معاها كل صباح ليك ولياليك هي بشرى مش كدة يامراد
رفع مراد ذقنها بيده لتتقابل عيونهم ويرى بهم دموع حزينة تأبى السقوط ليقول بحنان
إحنا مش متفقين من الأول على كدة ياشروق وكنتى عارفة إن ده وضعنا ودى حياتنا ليه حاسس دلوقتى بإن وضعنا مبقاش يعجبك
نظرت إلى عينيه مباشرة وهي تقول
لإنى بحبك واللى بيحب بيغير بيتمنى حبيبه يكون ليه هو وبس ڠصب عنى مش عايزاك تبعد عنى والله ڠصب عنى 
سقطت دموعها على وجنتيها ليشعر بالضعف يأكل قلبه بالألم لحزنها ومشاعرها الجميلة والتى لا يستحقها يغوص بالذنب ولكنه قاوم كل تلك المشاعر وهو يمد يده ويمسح دموعها قائلا
طب إهدى دلوقتى ومتعيطيش يرضيكى أول يوم أبات معاكى فيه أشوفك معيطة بالشكل ده
إبتسمت رغما عنها متجاهلة حزنها فلديه كل الحق هو لا يجب ان يرى دموعها الآن  لا يجب أن يراها ابدا فلا يجب ان تزيد همومه فلطالما قال لها مرارا وتكرارا أنها واحته التى ينسى بها كل همومه لتبتسم قائلة 
معاك حق ياحبيبى إستنى بقى لما احضرلك احلى فطار من إيدى 
اقترب منها هامسا
وتتعبى نفسك ليه ياشوشو ما أنا فطارى جاهز أهو وأدام عيونى 
وقبل أن تنطق بحرف كان يأخذها في رحلة خاصة بهم وحدهم أنستها كل شئ فيما عدا هذا الذى يمنحها أروع شعور فى حياتها شعورها بالعشق العشق اللذيذ 
كان يحيي جالسا فى حجرة مكتبه عاقدا كفيه امام وجهه يفكر فى عمق فى مشاعره المتصارعة تجاه رحمة إنها
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 36 صفحات